قصة واقعنا العربي وبلاد "العم سام"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يحكى بأنهُ وفي قديمِ الزمان كانَ هناكَ رجلٌ يقطنُ إحدى الكرى المتناميةَ الأطراف على هذهٍِ الكرةِ الأرضية ، كانَ هذا الرجل قوي البنية ، مفتولَ العضلات ( كما يعرف بعددمن الدول العربية بإسم الأبضاي ) ، ولكنَ كبارِ السنِ والعجزة يؤكدونَ بأنهُ ليسَ من أبناءِ هذه القرية الأصليين ، بل أن أهلهُ القدامى كانو ومنذُ زمنٍ قد احتلو هذهِ القرية واغتصبو ممتلكاتها من أصحابها الأصلين واستعبدوهم وأذاقوهم شتى أنواع الذل .
كان رجلنا المذكور ونظراً لقوتهِ المتناهيةِ النظير يجبر الجميعَ على الخوفِ منه ، لدرجةِ أنه حينَ يشاهدهُ أيً كان قادمً من طريق ... فإنهُ ولا إرادياً يغيرُ هذا الطريق خوفاً منهُ ،
وذاتَ يومٍ من الأيام إقترحت عليهِ زوجتهُ أن يفتحَ لهم حسابً في بقالة القرية ، لعلهم قد يحتاجون شيءً منها في غيابهِ خارجَ المنزل ، فما كان منهُ إلا أن مرَ بصاحبَ البقالة وطلبَِ منهُ ( بصيغة الآمر ) أن يعطي أهل بيته ما قد يحتاجوهُ من تموينٍ للمنزل على أن يسدد هوا ثمنهُ كلما حانَ ذلك .
وبالفعل كانَ لأهلِ بيته ما أرادوه .... إلا أن جاءَ أحد الأيام وكانت زوجت ( الأبضاي ) قد عرجت على البقالة في طريق عودتها من بيتِ شقيقتها ، وقفت بالباب وطلبت من صاحبها أن يعطيها من بضاعت محلهِ كذ1......... وكذا ...........وكذا ، منحها الرجل ما أرادت وحين أرادت الإنصراف بما أخذت قال لها وبوصوتٍ ملؤهُ الخوف والرهبة : سيدتي الكريمة .... أسف على قلة لباقتي ولكن هناكَ موضوعٌ أحبُ أن أحادثكِ فيهِ ، فلا منقذَ ليَ سواكِ .
استغربت المرأةِ من كلامه فتابعَ قائلاً : أنتِ يا سيدتي تعلمينَ بأنني لم أقصرَ معكِ ولا مع زوجكِ منذُ أن بدأتم بالتزودِ من بقالتي بما تشاؤون من شتى أنواع البضاعة ، وهاهي ستةِ أشهرٍ قد انصرفت ليومنا هذا وسيدي ( الأبضاي ) لم يحاسبني ولو بالقليل ، ومن شأنِ ذلكَ أن تنضب بضاعةُ الدكان ......... مما ولا شكَ فيهِ أنني سوف أضطرُ لإغلاقها .
ففهمت السيدة ما أراد أن يقول ووعدتهُ أن يكونَ لهُ ذلك على ألا يشعر زوجها بأنهُ قد حادثها بشيء .
وحين عاد ( الأبضاي ) تلكَ الليلة إلى منزلهُ فاتحتهُ زوجتهُ بأمر البقال دون أن توضحَ لهُ أنها تعلم شيءً من الأمر ، فقط طلبت منهُ العروجَ عليهِ لعل الحسابَ قد ثقل ، فما كانَ منهُ سوى أن وعدها بأن يفعل .
وفي اليوم التالي ذهب إلى الحانوتي بالفعل وطلب منهُ أن يحضر دفترهُ ويحاسبهُ بما أخذهُ منهُ أهل بيته ، ففرح الرجل واعتقد بأن المشكلة قد انحلت وبأن ( الأبضاي ) وعلى الرغمِ من بطشهِ بالجميع وفرض الإتاوةِ ( ضريبةِ الحماية ) عليهم لابد وأنهُ لا يأكلَ حق رجلٍ مسكينٍ مثلهُ ، ولكن وكما يقولون ( عشم إبليس بالجنة ) فالرجل ما كاد أن يعد عليهِ ما تم استهلاكهُ في الستةِ أشهر حتى انقلب الحال وتبدل رأيهُ بـ ( الأبضاي ) ، فكلما ذكرَ لهَ خفائف البضائع أيد ذلكَ وقال بأنهُ لا يأكل حق الغير ، وبأنهُ يدري بأن أولادهُ قد أخذو ذلكَ بالفعل ،
أما حينَ يذكر لهَ أن أهل بيتهِ قد أخذُ كمية كبيرة من السمنِ على سبيل المثال أو شوالً من الدقيق أو السكر والأرز فكان ينفي ذلكَ بكلِ هدوءٍ وثقة فهوا يعرف أنه ما من كائنٍ في هذه القرية بإمكانهِ أن يغلطه ، وكان يؤكدَ بأن ما من شيٍ دخل منزلهُ إلا وأعلموهُ بهِ حتى إذا حدثَ ذلكَ وهوا خارجَ المنزل ، فمتى أخذت كل هذه الأشياء ، وهكذا فلقد صدق ( الأبضاي ) على ما توافق ورأيهُ ، أما ما لم يعجبهُ فقد قامَ ومحوهُ من الدفاتر .
وهل يستطيعُ إنسان أن يقفَ في وجهِ ( أبضاي ) القرية ؟
فهوا يمتلكَ القوى الجبارة .......... وما من أحدٍ باستطاعتهُ التصدي لمثل هذهِ القوى ( العظمى ) .