الحلقة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم




*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*


*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*


ـ أليوم الأول ـ


لستُ أدري كيفَ استطعتُ أن أستيقظَ من نومي هذا الصباح ،،،


ولولا صياح أختكم أم علي (المفزع) في أرجاءِ المنزل وهيَ تيقظَ جميعَ النيام ليذهبَ كلٌ إلى حيثُ يتوجب ...


لما استيقظتُ إلى أن يحينَ موعدِ الإفطار .


هكذا كنتُ أظنُ أني وحدي على هذا الحالِ من الكسلِ والتعب ،،،


إلى أن وصلت إلى مقرِ عملي وشاهدتُ باقي زملائي في أولِ أيامِ رمضان ،،،


قليلونَ منهم من كانوا ليسوا بنائمينَ على أسطحِ مكاتبهم ...


هذا ممن حضروا إلى الدوام أصلاً .


*^*^*


معدتي ممتلئةٌ على أخرها إثر ما أعدتهُ لنا (أمُ العيال) من سحورٍٍ لو أكلهُ بعيرٌ لصامُ لأخر الشهر الكريم !


مرَت عليَ ساعاتُ الدوام بطيئة ومتكاسلة ...


وما كانَ ليعيدَ النشاطَ إليها سوى اتصالاتها المتكررة بينَ الفينةِ والأخرى ،،،


لا تنسى وأنتَ في طريقكَ إلى البيتِ أن تمرَ بالجمعية لتشتري لنا كذا .... وكذا ... وكذا ،،،


لا تتناسى الذهابَ إلى سوق الخضار لتشتري كذا .... وكذا .... وكذا !!!


وما أدراكم ما كذا .... وأظنُ منكم من لديهِ زوجة كـ (أم علي) سيدركِ ماذا تعني هذهِ الـ (كذا ) .


يا لهُ من مجنون من يفكرَ بالزواج ،،،


فالزوجة أيها الإخوةِ المحظوظون يا من لم تتزوجونَ بعد ،،،


تماماً كأبواقِ السيارات أثناءَ زحمةِ السير ... تجعلكَ تفقدُ صوابكَ ...


تغضب ... تتذمر .... تثور ... تصرخ معترضاً ، ولكن بينك وبينَ نفسك بالطبع ...


دونَ أن يسمعكَ الغير!!!


حاولتُ مراراً وتكراراً أن أنامَ قليلاً إلى أن يطلقُ مدفعَ بلدتنا العتيق طلقتهُ اليتيمة...


ليعلنَ عن بدايةِ الوقت للهجومِ على طاولةَ الطعام ،،،


ولكن (أم علي) .... والتي أتمنى أن ترزقون جميعاً بمثيلاتها...


يزعجها للغاية ألا تتتسبب في إزعاجِ من يقطنونَ معها في المنزل ذاته ...


وخاصةً أخوكم المسكين (بو علي) ،،،


ولا أخفي عليكم (أيها الإخوة) أني كثيراً ما حقدت على (علي) وأخوتهِ الأربعة كونهم ينعمونَ بالسلامِ في هذا البيت ،،،


بينما أنا أقوم بتجهيز السلاطة أحياناً ...


وأحياناً أنتظرَ بجوارِ (الفرن) خشيةَ أن يحترقَ قالبَ الكيك ...


ودائماً أغسلَ لها الصحون .... إلخ إلخ !!!


وبصراحة تامة ... فكثيراً ما حاولتُ أن أقولَ لا، وأن أحتجَ على وضعي في بيتي ،،،


وأن أثورَ على هذا الظلم المميت ...


ولكن وكالعادة فإن شجاعتي الزوجية لا تسعفني أبداً في تلكَ الأوقات ،،،


ولكن لا تخشون علي، فأنا كالأسدِ في بيتي ،،،


ولسوفَ يأتي هذا اليوم الذي أطالبُ فيهِ بالمساواةِ بيني وبينها .


كم أنا مسكينٌ في هذا البيت




إلى اللقاء