الحلقة الخامسة عشر

بسم الله الرحمن الرحيم







*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*








*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*





ــ أليوم الخامس عشر ــ



أليومُ لم أستطعَ أن أتمالكَ نفسي من كثرةِ الضحك على ما حدثَ في العمل ،،،


فلدينا عامل (بوفيه) يدعى (حسن الهندي) وهوا بالطبع هندي الجنسية ،،،


وهوا لا يعمل في نفس القسم الذي أعمل به ،،،


بل يعمل بالقسم الذي يعمل فيهِ صديقٌ لي يدعى (عقيل) .


و(حسن) هذا أيها الإخوة يجعلكم تفهمون بغزارة ماذا تعني كلمة (غباء) معَ مرتبةِ الشرف ،،،


فكلما ذهبتُ لزيارة مكتب صديقي (عقيل) وجدتني أشرب غيرَ ما طلبته،
والبركة في (حسن الهندي) .


فإذا ما حدثَ وطلبَ منهُ (عقيل) أن يحضرَ لنا كوبانِ من عصيرِ (الليمون)، تجدهُ قد


غابَ لفترة طويلة ومن ثمَ جاءنا وهوا حاملً (صينية) عليها أكوابٍ عدة من الشاي ،،،


فيصر (عقيل) على أن يعيد ما معهُ إلى (المطبخ) ويحضرُ لنا ما طلبنا من عصير (الليمونادة) ،،،


ومن ثمَ وبعدَ أن يكونَ (حسن) قد عاود الكرة عدةَ مراتٍ يصيبُ اليأس (عقيل)


فنحتسي ما جلبهُ في المرة الأخيرة، فما باليدِ حيلة .


وما حدثَ اليوم هوا أن تصادفتُ و(عقيل) وهوا متجه إلى القسم الذي يعملَ بهِ، فأصر على أن أذهبَ معه ،،،


وبالفعل فلقد رافقتهُ إلى حيثُ مكتبه، وقد حدثَ أثناء ذلكَ أن طلب (عقيل)


من (حسن الهندي) أن يذهب وينادي لهُ موظف معين من إحدى المكاتب ،،،


فما كان من هذا (الحسن) إلا أن غابَ لمدة تعدت الربع ساعة، فلا عاد ولا جاء الموظف ،،،


فاشطات (عقيل) وتطاير الشرار من عينيهِ، وهوا يتوعد لهُ عند عودتهِ بأشدَ عقاب ،،،


ولكن قد مرت نصف ساعة دونَ أن يظهر (حسن)، فقرر (عقيل) أن يذهبَ ليبحث عنهُ بنفسهِ ،،،


فبالطبع قد ذهبتُ معهُ، خشيةَ أن يجدهُ في طريقهُ ويفرغ بهِ ما بهِ من غضب ،،،



ولكننا لم نجده في كلِ مكان، فما كانَ مني أن طلبتُ من (عقيل) أن يعودَ للمكتب فلعلهُ يظهر بينَ لحظة وآخرى ،،،


وقد اقترحتُ عليهِ أن يغتسلَ كي يذهبَ ما بهِ من غضب، فنحنُ في رمضان ولا ينبغي لهُ أن يغضبَ هكذا ،،،


وقد كانت المفاجآة عندما دخلنا حيث دورات المياه، فلقد وجدنا الأخ (حسن الهندي) وهوا نائماً على كرسي خلفَ الباب ،،،


فما كان من صديقنا (عقيل) إلا أن ذهبَ وأحضر زجاجة من المياة الباردة وسكبها فوق رأسه .


...

ولكي أعطيكم (صورة) مفصلة عن (حسن) هذا يجبُ أن أقولَ فيهِ كلمةُ حق ،،،


فهوا ذو بشرة سمراء معَ القليلِ من (الحول ) في عينيهِ ،،،


وشعرٍ منكوش قد كثرَ (زيت جوز الهند) فيه، بالإضافة إلى هزة الرأس التي لا تتوقف، وكأنهُ قد أصيبَ بمسٍ كهربائي ،،،


مما يطفي على شكلهِ مسحةً من الغباء...(ولكم أن تتخيلوا ذلك ) ،،،


بالإضافة إلى أنهُ لديهِ من الهمةِ والنشاط بقدرِ ما لديهِ قدرة على الفهم...(آللهمَ إني صائم ) .


ومن الطريف أنهم قد أطلقوا عليهِ في العمل إسم (كوتوموتو) ،،،


فكلما شاهدتهُ تذكرت ولدي (فيصل) وحكايتهُ معَ (جدتي) .


إلى اللقاء