نديم العمر [ مبدع V.I.P ]
الجنس : العمر : 48 الدولة : الكويت الابراج : الأبراج الصينية : عدد المشاركات : 68 نقاط : 5702 السٌّمعَة : 2
| موضوع: ألحلقة الخامسة والعشرون الخميس 17 سبتمبر 2009, 18:13 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*
*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*
ــ أليوم الخامس والعشرون ــ
أليوم نحنُ مدعون في بيت أهلي ،،،
وذلكَ بالطبع على الإفطار ،،،
فكما تعلمون بأن من أجواء الشهر الفضيل تقوية صلة الرحم .
...
(والدتي) الحبيبة تعيشُ معَ شقيقتي الصغرى (سكينة) في منزلنا القديم ،،،
والغريب بأنها ومنذُ أن تزوجت أنا بأم علي وهيَ ترفض رفضاً باتاً أن تعيش في بيتي ،،،
وكذلك الأمر بالنسبة لبيت شقيقتي الكبرى (زينب) ،،،
فهي وكما تقول، لها الكثير من الذكريات في هذا البيت .
...
و(والدتي) أيها الـ(إخوة) لها في الطبخ طرق خاصة بها للغاية ،،،
فإذا أكرمتم ذات يومٍ بتذوق هذا الطعام، فمن المستحيل أن تنسوا مذاقهُ إطلاقاً .
واليوم هيَ قد أعدت لي ما لذ وطاب مما أحبهُ من أطباق ،،،
وكنتُ سعيداً جداً بهذهِ المائدة العامرة ،،،
والتي أعادتني للوراء ما يقارب الإثنى عشر عاماً،،،
قبل أن أدخل القفص (الذهبي) بقدمي !!!
ويا لهُ من قفصٍ هذا الذي حبستُ نفسي فيه بإرادتي .
...
وقد خيم على جو الإفطار المرح والفرحة،،،
إلا أن حدثَ ذلكَ الشجار بيني وبين (أم علي) ،،،
ولا تظنون أن السبب يعودُ لي هذهِ المرة ،،،
بل أن سبب هذا الشجار الحاد، وما تبعهُ من مخاصمةِ كلانا للآخر يعود لها هي .
فقد أعلنَ المسجد القريب من بيتِ أهلي عن انتهاء ساعاتِ الصوم الأربعة عشر ،،،
وقد بدأنا بالأكل بالفعل على بركة الله واسمه ،،،
وقد ابتدأتُ أنا بشوربة العدس، والتي لطالما استمتعتُ بمذاقها الشهي من يد أمي،،،
وقد لاحظت أختكم (أم علي) هذا الإستمتاع بالشوربة،،،
فصارت بين الحين والأخر تنظر لي نظرات غيظٍ، لم أعي حينها ماذا تعني ،،،
فتجاهلت الأمر وتابعت طعامي، فأنا في بيتِ أهلي والكرة في ملعبي اليوم،،،
طلبتُ من (والدتي) أن تسكب لي القليل من (مرق الروبيان) والذي كانت قد أعدتهُ خصيصاً لي، لمعرفتها كم أحبه ،،،
فأبديت كم هوا لذيذ هذا (الطبق)، وبأني لم أذق مثلهُ في حياتي إلا من يدها هي .
وهنا ثارت أختكم (أم علي) وانتفخت كالقنفض حينَ يهاجمهُ ثعلب يرغب في الاهامه،،،
ولكني لم أعرها اهتمام هذهِ المرة أيضاً .
فمثل هذهِ الفرص لا تعوض بثمن، فهي لا تأتيني كلَ يوم ،،،
إلى أن وقعَ المحظور ،،،
فقد قلتُ لـ(والدتي) بعدَ أن تذوقت (ملفوف ورق العنب)،و الذي كان مازالَ ساخناً بأنهُ لذيذ للغاية ،،،
وقد قلتُ لها مداعباً، بأنني سوفَ أتي يومياً للإستمتاع بهذهِ الأطباق اللذيذة ،،،
فما كان من (أم علي) إلا أن وقفت من جلوسها فجأة،،،
وكأنها مارد قد شقَ الأرض بجانبي ليعلنَ لي عن وجوده،،،
ونظرت إلي بعينها، ذات اللون الأحمر والشرر يتطاير منها ،،،
وهنا استوعبت الخطأ الذي ارتكبتهُ دون أن أقصد ،،،
حاولت أن أقول شيءً لألطف الجو، ولكن هيهات، فهيَ لم تمهلني ولو ثانية،،،
فلقد صرخت في وجهي أمامَ الجميع قائلةً :
إذا أنتَ يا (بو علي) لا تجد من يطهو لكَ كما تفعل (أمك) ؟
ولا تجدَ من يعدُ لكَ الأطباق الشهية كما تفعل هيَ ؟
إذاً أنا سأذهب إلى بيتِ (أمي)، ولترني أنتَ من سوفَ يطبخ لك ،،،
أو لتبقى هنا عند (والدتكَ) كي تستمتعَ بأطباقها اللذيذة ،،،
والكثير الكثير من الكلام الذي لم أدري حينها بماذا أرد عليه .
إنتهى بنا الأمر أخيراً بأن قمت بملاطفتها ببعض الكلام مجبوراً ،،،
بأن أخبرتها بأن ما قلته في بيتِ أهلي، ليسَ سوى مجرد مجاملةً لـ(أمي) المسكينة لا أكثر .
وقد وعدتها بهدية قيمة للغاية، وذلكَ في محاولة بائسةً مني لإرجاع المياه إلى مجاريها، ولكن دونَ جدوى ،،،
أخيراً قد عدنا إلى بيتنا وكلانا لا يكلم الآخر .
ألم أقل لكم بأني كالأسد في بيتي ؟
إلى اللقاء | |
|