ألحلقة الثالثة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم



*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*




*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*


ــ أليوم الثالث والعشرون ــ




أليوم وما أن فرغتُ من عملي حتى مررتُ بسوقِ الماشية ،،،

وذلكَ طبعاً لأشتري (خروفاً) بديلاً للذي قد استشهد على يد (فيصل) ،،،

وأظنُ بأني لو لم أفعل ذلكَ لما جعلتني (أم علي) أدخل إلى البيت !!!

وقد تستغربونَ أيها الـ(إخوة) هذهِ السيطرة الزوجية ،،،

ولكن ليسَ الأمر هكذا كما تظنون على الإطلاق.

فليسَ خوفي من زوجتي هوا ما يجعلني أتغاضى عن تحكمها بالبيت ،،،

بل لأني رجلٍ حكيم يحب زوجته ويحترم ما بينهما من سنواتُ عشرة ،،،

لهذا فهوا يعمل دوماً على راحتها وعدم مضايقتها ،،،

وعند اللزوم سوف ترون شخصاً أخر غير (بو علي) الذي عهدتموهُ ،،،

فلسوفَ يأتي اليوم الذي ترونَ فيهِ بأني كالأسد في بيتي !!!

كم أتمنى أن يأتي هذا اليوم سريعاً .

...

وكانت (أم علي) قد أوصتني بأن أنتقي خروفاً يكثر شحمهُ ولحمه دونَ استثناء كما حدثَ معَ (الخروف) السابق ،،،

وبالفعل أيها الـ(إخوة) فقد انتقيتُ لها أثقل ما وجدتهُ وزناً بينَ جميعِ الـ(خرفان) وذهبتُ بهِ إلى البيت ،،،

وما أن وصلت إلا ووجدتُ جميع الأولاد في انتظاري ،،،

أو بالأحرى في انتظار الـ(خروف) الجديد ،،،

ولكني قد انتبهتُ إلى عدم وجودِ العفريت المدعو (فيصل) ،،،

بالطبع، فبعد ما فعلهُ بالـ(خروف المرحوم) لا أظن بأنهُ يقوى أن يفعلَ شيءً بعد اليوم .

تركت (علي) يأخذ (ضيفهم) الجديد ليقوم بربطهِ خلف المنزل في الحديقة ،،،

وقد كنتُ أوصيتهم جميعاً بألا يغفلوا عنهُ لكي لا تسول نفسَ (فيصل) لهُ بأي سوء ،،،

وقد تأكدتُ من أن البراد خالي تماماً من مشروب الـ(سفن آب) ،،،

فليسَ لديَ أدنى استعداد أن يصبحَ هذا الـ(خروف المسكين) شهيداً جديداً لـلـ(سفن آب) !!!

ولا أبالغ إن قلتُ لكم بأن ولدي (فيصل) هوا عفريت بمعنى الكلمة ،،،

فعلى الرغمِ من أنني لم أتجاوز من عمري الخامسةِ والثلاثون إلا أن الشيب قد غزا معظم شعر رأسي ،،،

والبركة تعود بالطبع لهذا الـ(فيصل) .

فليرحمني الله وليلهمني الصبر عليه .


إلى اللقاء