نديم العمر [ مبدع V.I.P ]
الجنس : العمر : 48 الدولة : الكويت الابراج : الأبراج الصينية : عدد المشاركات : 68 نقاط : 5702 السٌّمعَة : 2
| موضوع: ألحلقة الثامنة والعشرون الأحد 20 سبتمبر 2009, 04:45 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*
*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*
ــ أليوم الثامن والعشرون ــ
لستُ أدري لما يمرُ الوقتُ عليَ بطيءً دونَ الآخرين ،،،
فقد بتُ أشعر بأقصى درجاتٍ الممل .
أظنني وأنا في عملي كالسمكة في المحيط ،،،
فما أن تخرجها من الماء، حتى تراها تفقد حياتها تدريجياً .
ولكني قررتُ أن أفكر في طريقةٍ ما، لأشغل بها هذا الفراغ المميت ،،،
وما أكثرها من أفكار .
في بادئ الأمر اتجهتُ للمطبخ حيثُ أختكم (أم علي) ،،،
فكرتُ في البداية أن أعرضَ عليها خدماتي كالسابق ،،،
وأصدقكم القول أيها الـ(إخوة) إن قلتُ لكم بأني قد اشتقتُ لتلكَ الأيام ،،،
اشتقتُ حينما كنتُ أتذمر دوماً من الأعمال التي كانت تلقيها باستمرار على عاتقي ،،،
ولكن ومعَ وجودِ هذهِ المخلوقة في المطبخ، قد باتَ طلبي في المساعدة لا مبررَ له .
لذا فلقد فكرتُ بأن أحفظَ ماء وجهي، وأن أبحثَ عن شيءٍ آخر أفعله ،،،
وقد خرجتُ إلى الصالة، لأرى ماذا يعمل الأولاد، علني أجد لديهم ما أشغلَ بهِ وقتي .
فوجدتُ (علي) وهوا جالسً على أحد المقاعد أمام شاشةِ التلفاز ،،،
وقد بدى عليهِ أنهُ قد اندمجَ كثيراً معَ ما يشاهد، حتى أنهُ لم يلحظ وجودي ،،،
وقد ترامى إلى مسامعي ما يبثهُ التلفاز حينها .
فقد كانت على ما يبدو أغنية للأطفال ،،،
كانت تقول : واوا ..... وااوا ... كو كو واوا ، أو ماشابه ذلك ،،،
فقلتُ بأنها لربما كانت مثل أغنية (ألو بابا فين)، والتي نجحت منذُ سنواتٍ نجاحً باهراً بينَ أوساط الأطفال،،،
فاقتربتُ منهُ حيثُ التلفاز، وجلستُ بجوارهِ لأتفرغ على ما شد انتباههُ لهذهِ الدرجة .
ويا للعجب...فقد كانت من تغني سيدة في مقتبل العمر وليست طفلة كما ظننت من الصوت،،،
وقد كانت تقول بوس الواوا (وليومكم هذا وأنا لستُ أعي ماذا كانت تقصد بهذا المصطلح)...( آللهمَ إني صائم) !!!
وعندما أشحتُ بناظري إلى علي، وجدتهُ فاتحاً فمهُ الصغير على أخرهِ وهوا يتفرج .
لستُ أدري، أيمكن لطفلِ في التاسعةِ من عمره أن يدركَ ما أدركهُ أنا من أمر ما تبثهُ قنوات التلفزة المختلفة ؟
على كلٍ استعذتُ بالله من الشيطان الرجيم وهممتُ بالإنصراف،،،
وذلكَ بعد أن ذكرتهُ بأن يكملَ ختمةَ المضحف الشريف،أو أن يستذكرَ ما لديهِ من فروضٍ مدرسية خيراً لهُ من مشاهدة التلفاز،،،
وأمسكتُ بجهاز التحكم عن بعد كي أطفأ التلفاز، لولا أن سألني هذا السؤال:
بابا...من هذا الطفل الذي معَ الفتاة في الأغنية ؟
فقلتُ لهُ:إنهُ ولدها يا علي .
فرفعَ منظارهُ الطبي فوقَ منخارهُ الصغير وسألني مجدداً :
إذن هيَ متزوجة ولديها ولد ؟
فقلتُ له:نعم يا علي، ولا تسألني ما اسم الولد .
فسألني من جديد :
بابا؟ ولكن لماذا ترتدي ملابس قصيرة كملابس (حوراء) التي ترتديها عندما تذهب إلى الحضانة ؟
لم أدري هنا بما أردُ عليه، فقلتُ له:
ربما هيَ طفلة يا علي وليست سيدة .
فعدل من وضعَ النظارة الطبية ثانيةً وسألني :
ولكن من هذا الولد إذن ؟
فجاوبتهُ وقد بدأتُ فعلاً أتضايق من أسئلتهُ التي لم تكن لتخطر لي ببال:
ربما كانَ أخوها الصغير يا علي .
ففكرَ قليلاً قبل أن يسألني بكثير من الدهشة :
بابا ؟.....ولكنها طويلة جداً، فهي أطول من ماما...ومن خالتي رباب أيضاً....وهيَ أيضاً أطول من جد...
فقاطعتهُ والعصبية قد بلغت أعلى درجاتها عندي:
إذن ربما تكون بنت كبيرة يا علي .
خلعَ عنهُ منظاره الطبي وقامَ بمسحِ عدساتهِ الكبيرة، ومن ثمَ أعادها فوق أنفه ونظرَ إلي وسألني:
بابا ؟.....ولكن لماذا ساقاها عاريتان ولماذا ليست محجبة مثل ماما ؟
عندها لم ينقذني منهُ سوى رنين هاتفي النقال ،،،
فلقد انتهزتُ هذهِ الفرصة للفرار من أمام هذا الولد .
وقد لا تعلمونَ بأن (علي) هذا أخطر عندي من العفريت (فيصل) ،،،
فهوا أيها الـ(إخوة) يشبهُ أبطالَ الرواياتِ البوليسية،،،
كتلك التي أدمنتُ أنا قديماً على مطالعتها .
وقد أعطتهُ نظارتهُ الطبية شبهاً كبيراً بالمحققِ كونان، تلكَ الشخصية الكرتونية الشهيرة ،،،
وأذكر أيها الـ(أعزاء) أنني عندما اصطحبتهُ لإحدىنا محالِ تفصيلِ النظارات الطبية قبلَ أشهرٍ ستة ،،،
وذلكَ بعدَ أن خف نظرهُ وباتَ هذا يؤثر عليهِ في دراسته ،،،،
أن تركَ جميع التصاميم التي كنتُ قد خيرتهُ بينها ،،،
واختار واحدً ذو عدساتٍ دائرية كبيرة، تماماً كالتي يرتديها (كونان)، ذاكَ المحقق العبقري .
أحمد الله كثيراً على الإتصال الذي قد أنقذني منه !!!
إلى اللقاء
| |
|