نديم العمر [ مبدع V.I.P ]
الجنس : العمر : 48 الدولة : الكويت الابراج : الأبراج الصينية : عدد المشاركات : 68 نقاط : 5702 السٌّمعَة : 2
| موضوع: ألحلقة الثانية والعشرون الأحد 13 سبتمبر 2009, 04:11 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*
*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*
ــ أليوم الثاني والعشرون ــ
أليوم حدثَ موقف في غايةِ الطرافة ،،،
فأثناء ما كنتُ في (العمل) كنتُ قد سهوتُ قليلاً وأنا أتفكر في مصاريف العيد ،،،
فإذا بي أسمع (عطسة)، أراهن بأنَ جميعَ المكاتب المجاورةقد سمعوها !!!
ولكن ليسَ هذا ما أخرجني من حالة (الشرود) التي كنتُ فيها ،،،
بلَ أنَ حالةَ الضجك التي انتابتني عندما قالَ أحد الزملاء : (يرحمكَ الله)، وذلكَ رداً على العطسة التي أطلقها صديقنا (بوعبدالله) هيَ من جعلتني أنتبه ،،،
فلقد تضايق مني زميلنا العزيز، معتقداً أني أضحك على تلكَ (العطسة)،،،
وقد غادر المكتب وهوا في قمة الإستياء !!!
وقد لحقتُ بهِ بعدَ دقائق كي أصالحهُ ولكني علمتُ بأنهُ قد غادر.
ولو علمَ صديقي (بوعبدالله) ما الذي أضحكني هكذا لعذرني ،،،
فقد حدثَ أيها الأخوة منذُ عامنِ أن أتتني منحة تدريبية إلى (المملكة الأردنية الهاشمية) لمدة شهرين ،،،
وقد أجلتُ السفر إلى الصيف كي يتثنى لي أن أخذ أسرتي معي ،،،
وبالفعل فلقد سافرنا وقمتُ باستئجارِ شقة جميلة في أحد أحياء العاصمة (عمان) ،،،
وتصادف أن الشقة التي بأسفلنا كانَ يشغلها أستاذ فاضل وهوا مصري الجنسية ،،،
وجارنا هذا كانَ يعمل مدرساً لمادة الفلسفة ،،،
وعلى ما يبدوا بانَ هذهِ المادة قد أتت على معظم ما لديهِ من عقل، (آللهمَ إني صائم) ،،،
ولقد أصرَ ولدي (علي) على أن يقضي على ما تبقى لدى الأستاذ (كمال) هذا من عقل،،،
فلقد كانت لجارنا الفاضل (عطسة) طويلة لم أسمع في حياتي أطول ولا أعلى منها صوتاً !!!
وكانَ كلما (عطس) جارنا، أخرجَ (علي) رأسهُ من النافذة والتي تطل على نافذة الصالة لدى جارنا ،،،
وذلكَ ليقول لهُ بعلى ما لديهِ من صوت : يرحمكَ الله يا أستاذ (كمال) !!!
وكانَ ذلكَ يضايق (جارنا) كثيراً ،،،
ولنهُ بدورهِ كانَ يخرج رأسهُ من النافذة ناظراً إلى الأعلى ،،،
ليقول لـ (علي) يهدينا ويهديكم، والغيظ واضح على وجهه !!!
وهذا ما جعلني أضحك كثيراً عندما سمعت تلكَ (العطسة) من صديقنا (بوعبدالله) .
...
ولكن هذا لا يمنع أني اليوم في غاية السعادة ،،،
فقد حصلتُ على مكافأة بمناسبةِ عيد الفطر المبارك ،،،
والمبلغ يقارب ما أتقاضاهُ كراتب أساسي تقريباً ،،،
...
فكرتُ كثيراً ما الذي يمكنني أن أفعلَ بهذا المبلغ ،،،
هل أشتري بهِ لوازمَ لي كالعطور والملابس مثلاً ؟
ولكن أختكم (أم علي) سوف تسألني من أين لي بهذهِ الأغراض الجديدة،،،
لستُ أدري، فلم أكن أحسبَ حسابً لهذهِ المنحة الآن .
على كلٍ يجبُ أن أفكرَ فيما يمكنني أن أبدد هذا المبلغ ،،،
فمثل هذهِ الفرصة لا تأتيني كثيراً ،،،
وهذا بالطبع قبل أن تشتمَ أختكم (أم علي) رائحة النقود .
...
ضحكتُ كثيراً على أصحابي الذينَ معي في الدوام ،،،
فجميعهم ليسوا بسعداء بما أتتهم من زيادة العيد ،،،
فهم لن يهنئون بهذهِ النقود على الإطلاق ،،،
بل أن الزوجات هنَ من سينعمنَ بهذهِ المنحة !!!
قلتُ لهم بأنهم رجالٌ مساكين إذ هم ليسَ لهم كلمة في بيوتهم ،،،
فأنا شخصياً لا أحب الرجل ضعيف الشخصية !!!
أتمنى أيها الـ(إخوة) ألا يصلَ هذا الكلام إلى أختكم (أم علي) ،،،
فلستُ قادراً على احتمالِ محاضراتها الطويلة لي !!!
...
غادرتُ الدوام وأنا في قمةِ النشوة بما اكتظت بهِ محفظتي من نقود ،،،
ظللتُ طيلةِ الطريق وأنا أتحسس جيبي ،،،
لأتأكد من أن المحفظةقد امتلئت عن أخرها .
ولكن وللأسف، فهذهِ الفرحة لم تدم طويلاً ،،،
فما أن عدتُ إلى البيت ورأتني أختكم (أم علي) على هذا الحال ،،،
حتى سألتني عما إذا كنت قد (قبضت) اليوم أم لا !!!
فاستغربتُ وتلعثم لساني في بادئ الأمر ،،،
إلا أني تمالكتُ زمامَ أمري وتظاهرتُ بالتماسك كي لا تشك هيَ بشيء ،،،
وتساءلت في دهشة لا تخلو من المكر والخبث :
أي قبضٍ هذا الذي تقصدينه؟ فالراتب مازلت لم أستلمهُ بعد كما تعلمين ؟
فقالت وهيَ واضعةً كلا يديها على جانبي خصرها :
لا تتغابى معي يا (بو علي) ، فأنا أقصد العلاوة التي من المقرر أن تستلمها اليوم كما استلمها باقي زملاؤك.
لم أدري حينها ما الذي أصابني وكأني قد غصصتُ أثناء الأكل ،،،
ولكني تظاهرت بعدم فهمي ما تقصد فقلت لها :
أية علاوة التي تقصدينها هذهِ ، لابدَ وأنكِ مخطئة ؟
فقالت وهيَ تنظرُ إلي نظرةُ دهاءِ من النوع (الحريمي) أجاركم الله جميعاً :
انا أعلم منذُ أسبوع بأنكَ سوف تستلم هذهِ العلاوة اليوم ،،،
وبما أنكَ لم تخبرني بأمرها فقد تركتكَ حتى تستلمها كي أضبطَ متلبساً !!!
فاستغربتُ من هذهِ الزوجة وتساءلت أهيَ زوجة أم تحري خاص ؟
فتابعت حديثها قائلةً :
واليوم وقبل قليل قد عرفتُ من جارتنا (أم عبدالله) بأن زوجها قد استلم هذهِ العلاوة ،،،
فقلت وأنا في قمة الحزن بعد الفرحة التي كانت بي :
حسبي الله ونعم الوكيل .
فسألتني: ماذا قلت يا (بوعلي) ؟
فقلت لها :
لم أقل شيءً ، فقط كنتُ أقول كل عامٍ وأنتي بخير ،،،
فقد كنتُ قد أخفيت الأمر لأفاجأ كي بهِ بمناسبة اقتراب العيد !!!
فمدت إلي يدها قائلة والفرحة تملئ عينيها :
حسناً يا (بو علي)، والآن هيَ أعطني المبلغ بالكامل .
أعطيتها المبلغ وظلت تعدهُ وكأنها تعد حصيلة أحد البنوك ،،،
وقد شعرتُ بأنهُ لا أمل لدي أن أتحرر من سيطرتها الدائمةِ علي .
ولكني أعدكم أيها الـ(إخوة) بأن الوضع لن يستمرَ هكذا طويلاً ،،،
فلسوفَ أثورُ ذات يومٍ على هذا الوضع !!!
إلى اللقاء
| |
|