ألحلقة السادسة

بسم الله الرحمن الرحيم







*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*





*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*





ـ أليوم السادس ـ




أليومُ اقترحتُ على (أم علي) أن نخرجَ لنتناولَ الإفطارَ في إحدى الخيماتِ الرمضانية ،،،


ذهبنا إلى المطعم الذي قد انتقتهُ هيَ من بينِ جميعِ المطاعم التي في المدينة ،،،


وبعدَ أن تناولنا ما تناولناهُ عدنا إلى المنزل وكلنا سعادة ومرح ،،،


نحنُ لم نخرج جميعنا منذُ فترة طوية، لذا فقد كانَ الأولاد ونحنُ في قمة السعادة.


وما كدنا نفتحُ الباب وندخل حتى شاهدنا ثلاثة حقائبَ سفرٍ من الحجم الكبير ،،،


في البداية استغربنا وتساءلنا عمن يكونُ قد أتانا من خارجَ البلاد؟


فإذ بحماتي تطلُ علينا برأسها (الصغير) من خلف باب المطبخ وهيَ باكيةً وكأنَ أمرً عظيمً قد نزلَ بها .


حاولت أختكم (أم علي) أن تهدئ من روعِ (أمها) لتتبين الأمر ،،،


في حينِ أن (حماتي) وفي (عزةِ نفسٍ) واضحة صارت تشرحَ لابنتها بأنها كانت قد حلفت بالأمس أشد حلفانٍ بألا تعودَ
إلى هذا البيت أبداً بعدَ أن أُهينت فيه ،،،


بينما كانت هناكَ سريةٌ كاملةٌ من الفئران تلعبُ في صدري من سببِ كلِ هذا اللف والدوران من جهة حماتي،،،


وما هيَ إلا لحظاتٍ وعرفتُ ما أنا فيهِ من كارثة ،،،


فـ(حماتي) العزيزة قد تشاجرت معَ زوجها وتركت لهُ البيت ...واعدةً إياهُ بألا تعودَ إليهِ أبداً ،،،


وأينَ عساها تذهب سوى إلى بيتِ ابنتها ؟


حاولتُ وبكلِ الطرق والتي تخطر بالبال والتي (لا تخطر) بهِ أن أقنعها بالعودة إلى (حماي)، ولكن دونَ جدوى ،،،


رجوتها بألا تهدمَ هذا الحب والذي دامَ أربعونَ عامً ،،،


وألا تهدمَ ما بنتهُ خلال أعومٍ من الحبِ والسلام إلا أنها رفضت وبشدة...


لائمةً إياي على تكبيري سنها بذكر عدد سنوات زواجها من عمي ،،،


كدتُ أن أقبل قدماها لكي تعودَ إلى بيتها...


استحلفتها بأهلِ البيتِ عليهم السلام أن تفكرَ جيداً،،،


ولستُ أدري لما بكيتُ حقاً وأنا أرجوها بالرجوعِ عن قرارها ،،،


ولكن للأسف، فلقد فشلت جميع محاولاتي في أن أجعلها تودعنا وتعودُ إلى (حمايَ) والذي أظنهُ سينعم بالراحة الآن ،،،


تقبلتُ الأمر الواقع ... فما باليدِ حيلة .


فليرحمني الله وليعني على ما أتاني !!!

إلى اللقاء