ألحلقة الثانية عشر

بسم الله الرحمن الرحيم







*^*^*يوميات*^*^*زوج*^*^*صائم*^*^*









*^*^*بوعلي*^*^*و*^*^*أم علي*^*^*


ـ أليوم الثاني عشر ـ





أليومُ نحنُ مدعونَ عندَ بيتِ أهلي، وذلكَ بعدَ أن قمتُ بمصالحةِ (أمي) ،،،


وقد ظننتها لن تنسى أبداً ذلكَ اليوم والشجار بينها وبينَ (حماتي) عقبَ الإفطار في منزلي .


ولستُ أجهل في الواقع سببَ هذهِ الحرب القائمةِ بينَ (أمي) و(حماتي) منذُ القدم ،،،


فـ(حماتي) أيها الإخوة هيَ زوجةُ (عمي) في نفس الوقت ،،،


وقد كانت جدتي لـ(أبي) رحمهُا الله تفضلُ أمي على زوجةُ (عمي)، وكانت بسببٍ أو بدونهِ تصرحُ عن ذلك .


فكلما أرادت (جدتي) أن تغيظَ (زوجة عمي) عددت فضائل (أمي) بكثيرٍ من المبالغة ،،،


وما زادَ الطينُ بلة بأنَ (أمي) قد أسمت ابنتها الـ(بكر) على إسمِ (جدتي)، وهيَ أختي الكبرى (زينب) ،،،


وبسببِ حبِ (جدتي) الكبير لـ(أمي) وتقليلها من شأنِ زوجة (عمي)، باتتَ الحربِ بينهنَ لا تأخذُ هدنة مهما حصل .


وأذكرُ جيداً أننا وبعدَ أن توفي (والدي) كنا ولسنواتٍ طويلة نكادُ لا نعرفُ شيءً عن بيت عمي،،،


فلم نكن نرى بعضنا البعض إلا نادراً حتى كدنا ننسى أن لنا أبناء عم،،،


إلى أن تخرجتُ أنا من (الجامعة) وقررتُ أن أتواصلَ معَ (بيتِ عمي) دونَ أن تعلم والدتي ،،،


وما هيَ إلا عدةُ زياراتٍ لهم إلا وكنتُ قد فاتحتُ (عمي) في أمرِ زواجي من أختكم (أم علي) .


ولم تمضي شهورٌ إلا وكنا قد تزوجنا على الرغمِ من احتجاجات والدتي،،،


وصارت الحربُ بينَ (أمي) و (حماتي) رسمية ومعلنة منذُ حينها ،،،


...


وأذكرُ أنني لم أعرفَ ما معنى كلمة (شهر العسل) على الإطلاق .


فمنذُ اليوم الأول وجدنا كِلا (الحماتينِ) واقفتا على رأسينا ليتدخلا في كلِ صغيرةٍ وكبيرة من شؤوننا الزوجية ،،،


فعندما قررنا السفر صباح زواجنا، وجدتُ بأن حماتي تصر على أن نصطحبها معنا،،،


فما كانَ من والدتي إلا أن طالبت بنفس الشيء، فغيرنا رأينا وبقينا في البيت دونَ سفر،،،


طبعاً فـ(أمي) ترى بأنَ البيت بيتَ ابنها والكلمة الأولى والأخيرة يجب أن تكونَ لها هيَ ،،،


و (حماتي) ترى بأن ابنتها هيَ صاحبة البيت الأصلية والتصرف فيهِ حقٌ شرعيٌ لها هيَ لا لأمي .


وكثيراً أيها (الإخوة) ظننتُ أني في إحدى (معسكرات) الحرب العالمية الثانية ،،،


وبأن الـ(حماتان) كالمحور والتحالف آنذاك .


فمنذُ سنواتِ الزواج وهذا البيت يشهد الكثير من الخطط والمؤامرات الـ(حماتية) ،،،


لذا فإن هذا الإفطار لن يمرَ بسلام ،،،


فـ(والدتي) سوف تستغلَ جميع الفرص لتتكلم عن مساوئَ (حماتي) بالكثيرِ من التضخيم ،،،


طبعاً ... فهذهِ الفرصة لا تتكرر كثيراً لها.


وبالطبع فإن أختكم (أم علي) لن تتقبلَ ذلك ،،،


وبالطبع وككل مرة، سوف أفشل في تهدئة الوضع بينهما ،،،


ولسوف نغادر و (أم علي) تحلف أشد اليمين بألا تدخل بيت أهلي مجدداً .ً


وهنا يتوجب عليَ أن أصالحها كالمعتاد،،،


فليسَ لديَ استعدادٍ ألا تسمح لي زوجتي بالنوم في البيت.


ولكن ... وهذهِ حقيقة ،،،


فقريباً جداً سوفَ أخذ وضعي الصحيح في البيت !!!


إلى اللقاء